السلام عليكم جميعا ... وتحية طيبة ومليون نعم بعنزة وشمر وعتيبة وقحطان
في الحقيقة الموضوع جميل وفي مكان جميل وطالما كان مدعما بمصدر علمي صار محل تقدير واشادة وخاصة من كلام المستشرقين.
لكن كما هو معلوم من قواعد البحث والتحقيق أن الكلام المفصّل مقدّم على الكلام المجْمل، وقول الجماعة مقدم على قول الفرد، فغالب المستشرقين الذين زاروا بلاد العرب من الانجليز والالمان والسويد وفلندا وغيرهم كان لهم كلام عام وكلام مفصل عن القبائل العربية ، وقد بينوا أمورا عديدة قد تخفى على كثير من الناس وربما تغضبهم، لكن العاقل والمنصف دائما يعطي الامور حقها من التقدير، فالتاريخ لا يقرأ من صفحة واحدة ولا من منظور واحد، والمفاخر ابوابها كثيرة لا تقتصر على الغلبة والقوة فقط بل أين مواقف التي ترفع راية الاسلام، فعلى سبيل المثال لا الحصر حين كنت أقرأ في تاريخ القبائل العربية ومواقفها من الحملات الصليبية، جذبتني معلومة تاريخية عن رجل من قبيلة شمر كان من رجال الشيخ المجاهد الجليل عمر المختار، وربما تكون هذه المعلومة جديدة على كثير من القراء لكن اترككم معها.
ذكر الدكتور على الصلابي في كتابه ((الشيخ الجليل عمر المختار)) في جزء1 صفحة100 ما نصه :
( كان زيد الشمّري رفيق محمد اسد في رحلته بصحبة خليل احد المجاهدين لأحضار قرب الماء، وبعدما رجع وقع بصر خليل على سيدي عمر هجم لتقبيل يده، وبعد ذلك قدم محمد اسد زيداً الى عمر المختار فوضع المختار يده على كتفه وقال:
- ( مرحباً بك، يا أخي، من أرض اجدادي. من أي العرب انت؟" وعندما اخبره زيد انه من قبيلة شمر، أومأ عمر برأسه مبتسماً : (آه ، اذن انت من قبيلة حاتم الطائي، اكرم الناس يداً...).
وقدم لهم رجال المختار بعض التمر ودعاهم المختار الى ذلك الطعام البسيط فأكلوا، ونهض قائد المجاهدين وقال: ( آن لنا أن نتحرك من هنا. اننا على مقرب من المركز الايطالي في بوصفية، ولذا لا نستطيع ان نتأخر حتى الفجر..).
وتحرك محمد اسد مع قائد حركة الجهاد ووصل الى معسكر المجاهدين ووقعت عيناه على امرأتين احدهما مسنة والاخرى شابة - في المعسكر كانتا جالستين بالقرب من احد النيران، مستغرقتين في اصلاح سرج ممزق بمخرز غليظ.
وعندما لحظ الشيخ عمر المختار دهشة محمد اسد قال: (إن اختينا هاتين تذهبان معنا حيثما نذهب. لقد رفضتا ان تسعيا الى امن مصر مع سائر نسائنا واولادنا. انهما ام وابنتها، وقد فقدتا جميع رجالهما في الحرب...).
اتفق عمر المختار مع محمد اسد على طريقة امداد المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح عن طريق الطريق التي جاء منها محمد اسد، مع انشاء مستودعات سرية في واحات بحرية و فرفرة و سيوه ، وكان عمر المختار يشك في امكانية الافلات من مراقبة الايطاليين بهذه الطريقة مدة طويلة.
وقد تبين بعد ذلك ان ظنونه ومخاوفه كانت في محلها، ذلك انه بعد بضعة اشهر تمكنت قافلة تحمل المؤمن والذخائر من الوصول فعلاً الى المجاهدين ، إلا ان الايطاليين اكتشفوها بينما كانت تجتاز الفجوة بين الجغبوب وجالو، وسريعاً ما انشأوا بعد ذلك مركزاً محصناً في بير طرفاوي على نصف المسافة تقريباً بين الواحتين، مما جعل، بالاضافة الى الدوريات الجوية المستمرة، كل مسعى آخر من هذا النوع خطراً الى أبعد الحدود.
وكان قد تقرر رجوع محمد اسد و زيد الشمرّي الى الحجاز ورجوع من حيث أتوا بواسطة المجاهدين البواسل الذي رتبوا الامور، وأخذوا بالاسباب، وحافظوا على ضيوفهم الكرام.
يقول محمد اسد: وودعت وزيد عمر المختار، ولم نره بعد ذلك اطلاقاً، ذلك انه بعد ثمانية أشهر، قبض عليه الايطاليون واعدموه.
وقد وصف لنا محمد اسد آخر لقاء مع السيد احمد الشريف فقال: ومرة اخرى وقفت امام إمام السنوسية ونظرت الى وجه ذلك المحارب القديم المرهق ، ومرة اخرى قبلت اليد التي حملت السيف طويلاً جداً حتى انها لم تعد تستطيع بعد ان تحمله.....الخ).
خالص احترامي وتقديري للجميع
v]: uk.m hr,n rfdgm fhgh]gm lk kw,w hglcvodk