الحقيقة هذه (تحفة) أعجبتني من مقدمة المؤرّخ (الجبرتي) لتاريخه الموسوم بـ (بعجائب الآثار في التراجم والأخبار) ، ورمز لها بعنوان (التوضيح) وأنا اكملتها بما بعدها من العنوان ـ وارجو أن يكون ما ياتي من معلومة ادناه ـ تفيد الاخ القارئ ، ويُفيدُ بدوره من يستطيع من رعيّتة الخاصة ، أو من يقوم على أحوالهم مما يليه من العاقلة أو النصيحة بها لكل المسلمين ، فهي تجارة الداعية لدعوته ، وهي كذلك مفيدة للمدرس كي يُلقّنها لطلبته والمعلمة كذلك ، وغيرهم من جعل الله لهم ولاية على رعية سواءً رعية خاصة او عامة .
عنوان الجبرتي الأصلي هو ((توضيح)) قال :
اعلم أن الإنسان من حيث الصورة التخطيطية ، كصورة في جدار ، وانما فضيلته بالنطق والعلم .
ولهذا قيل : (ما الإنسان لولا اللسان إلّا بهمة مهملة أو صورة) ، فبقوة العلم والنطق والفهم يُضارع الملك ، وبقوة الأكل والشرب والشهوة والنكاح والغضب يشبه الحيوان .
فمن صرف همته كلها إلى تربية القوة الفكرية بالعلم والعمل فقد لحق بافق الملك فيُسمّى ملكاً ربانياً كما قال تعالى : (إن هذا إلّا ملك كريم) ، يوسف ـ 31 .
ومن صرف همّته كلها إلى تربية القوة الشهوانية باتباع اللذات البدنية يأكل كما تأكل الأنعام فحقيق أن يلحق بالبهايم إما غمراً كثور أو شرهاً كخنزير ، أو عقوراً ككلب ، أو حقوداً كجمل ، أو متكبراً كنمر ، أو ذا حيلة ومكر كثعلب ، أو يجمع ذلك كله فيصير كشيطان مريد ، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى : (وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت) المائدة ـ 60 .
وقد يكون كثير من الناس من صورته صورة إنسان وليس هو في الحقيقة إلا كبعض الحيوان . قال الله تعالى : (إن هم إلّا كالأنعام بل هم أضل) الفرقان ـ 44 .
((مثل لبهايم جهلاً جلّ خالقهم ** لهم تصاوير لم يقرن بها جُحا))
((j,qdp K glk yhf uki hgjwpdp))