يسعدنا ويشرفنا أن نرحب بكم ، إذا كانت هذه زيارتكم الأولى للمجالس ، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة معنـــا .... وياهلا ومرحباء بالجميع ,,,
يقول بن الجوزي رحمه الله تعالى :
شكا لي رجل من بغضه لزوجته ثم قال : ما أقدر على فراقها لأمور ، منها كثرة دينها عليّ ، وصبري قليل ، ولا أكاد أسلم من فلتات لساني في الشكوى ، وفي كلمات تعلم بغضي لها .
فقلت له : هذا لا ينفع وإنما تؤتى البيوت من أبوابها ، فينبغي أن تخلو بنفسك فتعلم أنها إنما سلطت عليك بذنوبك ، فتبالغ في الإعتذار والتوبة .
فأما الضجر والأذى لها فما ينفع كما قال الحسن البصري عن الحجاج : ((عقوبة من الله لكم ، فلا تقابلوا عقوبته بالسيف ، وقابلوها بالإستغفار))
واعلم إنك في مقام مبتلى ، ولك أجر بالصبر*(وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم)* جزء من الآية 216 من سورة البقرة .
فعامل الله سبحانه بالصبر على ما قضى ، وإسأله الفرج .
فإذا جمعت بين الاستغفار وبين التوبة من الذنوب ، والصبر على القضاء ، وسؤال الفرج ،حصلت ثلاثة فنون من العبادة تثاب على كل منها .
ولا تضيع الزمان في شيء لا ينفع ، ولا تحتل ظاناً منك أنك تدفع ما قدر ، *(وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف لهُ إلا هو)* .
وأما أذاك للمرأة فلا وجه له ، لأنها مسلطة فليكن شغلك بغير هذا .
وقد روي عن بعض السلف أن رجلاً شتمه فوضع خده على الارض وقال : ((اللهم إغفر لي الذنب الذي سلطت هذا به عليّ )) .
قال الرجل : وهذه المرأة تحبني زائداً في الحد ، وتبالغ في خدمتي ، غير أن البغض لها مركوز في طبعي .
قلت له : فعامل الله سبحانه بالصبر عليها ، فإنك تثاب .
وقد قيل لأبي عثمان النيسابوري : ما أرجى عملك عندك؟
قال : كنت في صبوتي يجتهد أهلي أن أتزوج فأبى .
فجائتني امرأة ، فقالت : يا أبا عثمان ، إني قد هويتك ، وأنا أسألك بالله أن تتزوجني .
فأحضرت أباها - وكان فقيراً - فزوجني وفرح بذلك .
فلما دخلت إلي رأيتها عوراء عرجاء مشوهة .
وكانت لمحبتها لي تمنعني من الخروج ، فأقعد حفظاً لقلبها ، ولا أظهر لها من البغض شيئاً ، وكأني على جمر الغضا من بغضها .
فبقيت هكذا خمس عشرة سنة ، حتى ماتت ، فما من عملي شيء أرجى عندي من حفظي قلبها .
قلت له : فهذا عمل الرجال ، وأي شيء ينفع ضجيج المبتلى بالتضجر بإظهار الغض .
وإنما طريقة ما ذكر لك من التوبة والصبر، وسؤال الله الفرج .
فإن وقع فرج في الحساب وإلا فإستعمال الصبر على القضاء عبادة .
وتكلف إظهار المودة لها وإن لم تكن في قلبك تثبت على هذا .
وليس للمقيد ذنباً أن يلام ، إنما ينبغي التشاغل مع من قيدة والسلام .
صيد الخاطر لابن الجوزي . بتصرف بسيط .
سأكتبُ كل العبارات في ورق مخطوط
لأجعل منها أروع أكليل من الحروف والكلمات
والزهور والأنغام وألحان الشكر والاحترام
لأقدمها لك تعبيراً عن شكري وإمتناني لطرحك الرئع
تحياتي الوردية لك خالص احترامي