أخي ويلان والنعم ـ حيّاك الله وبيّاك ـ بالنسبة للأقوى الذين تستفسر عنهم في العرب من الفرسان ؟
فلم يجعل الله عزّ وجل من عبادة له القوة المطلقة ، الا ما تناقلته الاخبار في الاستثناء من ذلك في سنن الله ، فهو فقط للأنبياء ، كما ورد عن قوة موسى عليه السلام ، وكذلك نبينا ـ محمد ابن عبد الله الهاشمي صلى الله عليه وسلم ، فكان عليه السلام يصرع من عرف قوته بالجاهلية بيد واحدة .
أما غير هؤلاء المستثنين من عباد الله عزّ وجل ، سواء بالجاهلية أو بالاسلام فالناس سواسية ـ قال الله في كتابه الكريم سورة الحج آية (40) :
(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهُدمت صوامع وبيعٌ وصلواتٌ ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيراً ، ولينصُرنّ الله من ينصُره إنّ الله لقويّ عزيز) ، فالقوة المطلقة لله تعالى ـ ولمن استثناه عزّ وجل لحكمة هو يعلمها .
أما أبطال العرب سواءً في الجاهلية الأولى ـ أو ما يسمى في الجاهلية المتأخرة في الاسلام ، أي حياة الغزو بين القبائل بعد القرن السابع الهجري ، فهذه كلها تحت سنن الله عزّ وجل ، فكان هناك أبطال من جميع قبائل العرب ، وكل يحشد من الادلة لأبطال قومه ـ فلا أعرف في التاريخ الجاهلي بطلاً ساء العرب قاطبة قتله الا ـ بسطام بن قيس الشيباني ، فإن العرب هدمت بيوتها حزناً عليه ، وقتل كما جاء في المصادر على يد أحمق معتوه من بني تميم ، ففي هذه عبرة ، كذلك البطل وذو القوة المعروفة والمشهورة ـ الصحابي الجليل عمرو بن معدي كرب الزبيدي ، قد سبا الصمة الجشمي في الجاهلية أخته ولم يستطع تحريرها ، فتزوجها الصمّة ، وأولدها الفارس المشهور في هوازن ـ دريد بن الصمّة والذي قتل في الظعينة وهو كبّارا في خزوة حنين ، كذلك كليب وائل والزير : أسرهم زهير بن جناب الكلبي ، والزير أُسر مرتين ، مرة على يد بن عباد والأخرى على يد عمرو بن مالك القيسي (قيس بن ثعلبة) جد طرفة بن العبد ومات في أسرهم ، وعنترة هرب من أحد فرسان بني عامر ، فقال له : ابرز اليّ أيها العبد ، فإن قتلتك لأخيفنّ قومك بعدك ، وإن قتلتني سوف تؤوب بذودي .
كذلك فرساناً من العرب عرفت فيهم البطولة وقتلوا بأيدي أندادهم من العرب ، فالفارس الشجعاع المقدام في قبيلة مطير ، ألا وهو ـ تريحيب بن بصيص قتلوه عتيبة ـ وتركي بن حميد قتلوه حرب ، وعقاب العواجي قتل بيد شمر ، وهايس القعيط الشمري قتل بيد عنزة ، وهكذا هم الأبطال كثير في العرب ، وهذه هي سنة الله في دفع الناس بعضهم ببعض ، والا أكل القوي الضعيف ، فجعلها الله تعالى ـ نسبة وتناسب بينهم ، فالعدل والتوخي والحذر من هوى النفس في مثل هذه المجالات مطلوب . ودمت بود أخي .
v]: hgsghl ugd;l> lk i, hr,n hguvf td hg[higdi