العرب العاربة والعرب المستعربة .

خيال الرحا بن قاسط · 26-07-2015, 06:05 PM

الحقيقة هناك أخطاء وطامات من بعض المتفيقهين بالنسب وما ادراك مالمتفيقهون . لا خلاف بين علماء الأمة أجمعين بأن ما هو على البسيطة من العرب حين البعثة المحمدية المباركة هم من ابناء إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام . ولم يشذ عن هذا الا متعصب لا يلوي على شيء . وهذا هو ظاهر القرآن والسنة وكما قال الله تعالى : (وإنّه لذكرٌ لّك ولقومك وسوف ستئلون)* الزخرف ـ 44 ، ومن قال ان قحطان ليس من قومه فعليه الدليل .
فمن هنا سوف نورد رأي الدكتور جواد علي في هذا الموضوع من خلال المناقشة التي جرت بين سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه وبين عدي بن عدي بن زيد العبادي وهو من سادات الحيرة حين غزاها خالد واستولى عليها في عهد أبي بكر الصديق .
يقول الدكتور أما مصطلح (العرب العاربة) و (العرب المستعربة) ، فهما على ما تبين من روايات علماء اللغة والأخبار من المصطلحات القديمة التي تعود الى الجاهلية ، ولكننا لو درسنا تلك الروايات خرجنا منها ، ونحن على يقين بأن الجاهليين لم يطلقونها بالمعنى الذي ذهب اليه الإسلاميون ، بل قصدوا بها القبائل البعيدة عن أرض الحضارة ، والقبائل القريبة منها ، فقد عرفت القبائل النازلة ببلاد الشام والساكنة في أطراف الإمبراطورية البيزنطية بـ (المستعربة) . و (المستعربة) مصطلح أطلق على هذه القبائل وعلى القبائل النازلة في سيف العراق من حدود نهر الفرات الى بادية الشام ، فهو يشمل إذن القبائل النازلة على طرفي الهلال الخصيب وفي القوس الذي يحيط بحدود الامبراطوريتين . ومن المستعربة (غسان ، وإياد ، وتنوخ) أقول أنا كما هو في مصلح قاموسنا اليوم عن البدو المقيمين حول المدن بقولنا عنهم عريب دار . لأنهم لا ينجعون كالبدو الأعراب . وكذلك يقال عليهم (أقعدية) عند البعض .
يقول الدكتور : وقد فضلت غالبية هذه المستعربة السكنى في أطراف المدن في مواضع قريبة من البوادي والصحاري ، عرفت عندهم بـ (الحاضر) ، فكان في أكثر مدن بلاد الشام حاضر يقيم به العرب من تنوخ ومن غير تنوخ .
وقد وجدت في تاريخ الطبري خبراً زعم أنه جرى بين (خالد بن الوليد) ، وبين (عدي بن عدي بن زيد العبادي) ، يفهم منه أن العرب : عرب عاربة وأخرى متعربة ، وقد جرى بينهما على هذا النحو : (قال خالد : ويحكم : ما أنتم ؟ أعرب ؟ فما تنقمون من العرب ؟ أو عجم ، فما تنقمون من الانصاف والعدل ؟ فقال عدي : بل عرب عاربة وأخرى متعربة . فقال : لو كنتم كما تقولون لم تحادّونا وتكرهوا أمرنا ؟ ، فقال له عدي : ليدلك على ما نقول انه ليس لنا لسان الا العربية) . فيفهم من هذا الحديث ان العرب : عرب عاربة وعرب متعربة . وهم أناس تعربوا فصاروا عرباً . وهو كلام معقول مقبول ، ولا سيما بالنسبة الى الحيرة والعراق وبلاد الشام ، حيث تعرب فيها كثير ممن لك يكن عربياً في الأصل فصاروا عربا ، لسانهم لسان العرب . ولا يفهم من هذا الكلام بالطبع تقسيم العرب بالمعنى المفهوم عند أهل الأخبار والتاريخ ، أي عرب قحطانيون وعرب عدنانيون . وكل ما قصد به أن صح ان هذا الكلام هو كلام (خالد) وكلام (عدي) حقاً تعنيف وتأنيب لعدي ابن عدي زيد العبادي على وقوفه هو وقومه وأهل الحيرة موقفاً معادياً للمسلمين ، وتأييدهم للفرس ودفاعهم عنهم ، مع أنهم عجم بعيدون عنهم . فكأنه قال لهم : لو كنتم عرباً فكيف تؤيدون عجماً علينا ونحن عرب ؟ و (عدي) من العرب ، وأبوه من تميم كما يقولون النسابون . فهو ليس من العرب الأخرى المتعربة ، ولكن من العرب العاربة ، أي عرب بالأصالة ، كما أن خالد نفسه من العرب العاربة . لأنه عربي أصلاً وان كان عدنانياً . فلم يقصد بالعرب العاربة هنا العرب القحطانيين ، ولا بالعرب المتعربة العدنانيين . فالعرب المتعربة اذن هم المتعربون من أهل الحيرة وغيرهم ممن كانوا من النبط وبني إرم أو غيرهم ثم دخلوا بين العرب ولحقوا بهم ، فصار لسانهم لساناً عربياً مثل العرب الآخرين وتعربوا بذلك .
ويلاحظ ان (غسان) قد أدخلت في (المستعربة) ، مع أنها من العرب العاربة ، أي القحطانيين في عرف النسابين . وفي ذلك دلالة على ان مدلول العرب العاربة والعرب المستعربة لم يكن في الجاهلية وفي صدر الإسلام بالمعنى الذي صار عليه علماء النسب والأخبار ، وان تخصيص العرب العاربة بالقبائل التي ترجع نفسها الى اليمن ، والعرب المستعربة بالقبائل التي يرجعون نسبها الى عدنان ، قد وقع من النسابين في أيام الامويين فما بعد ، انتهى .
اقول أنا وهذا هو الصحيح ومع ذلك النسابة لم يجزمون بما وضعوه من تقسيمات بل ذكروا ان الامر مختلف فيه ـ وابن الكلبي عندما ذكر في جمهرة انساب العرب قرب اصولهم من بعضهم عدنانيهم وقحطانيهم واتصالهم بنسب امهات وخؤلة لم يعترض عليه احد من معاصرينه العرب كافة وهذا دليل دامغ يؤيد ما ذهب اليه جواد علي . كذلك من قول عمر الفاروق تمعددوا عليكم بالمعدية أي لبس وأخلاق ونسب أبيكم معد بن نزار ، وكان يخاطب بهذا المهاجرين والانصار ولم يعترض عليه احد .
وعندما نستعرض أشعار الفند الزمّاني البكري الوائلي وردوده على شاعر قحطان الأفوه الأودي من جنب سعد العشيرة وهم سبقوا الاسلام بحدود المئتين سنة ، لم نلمس بينهما ما يثار من أختلاف في اصول النسب على ما بينهما من شقاوة وعدا . ولا يزال الى اليوم أسم معد وينطق معدي يسمع بكثرة بين أبناء قحطان اليوم . وفارس قحطان الشهير والصحابي الجليل هو عمرو بم معد يكرب والناس اليوم أضافوا حرف الياء الى معد فأصبح ينطق معدي ، هذا وأرجو ان يستفاد من نقاشات وبحوث كبار فلاسفة التاريخ وخصوصاً المعاصرين كأمثال الدكتور جواد علي ولو كان من أهل القرن العشرين فهو يعتبر معاصراً لنا بعلمة وفنه الذي تخصص وأجاد فيه وهو تاريخ العرب قبل الاسلام وكذلك بعد الاسلام ولكن تاريخه بعد الاسلام لم يرى النور بعد ، ارجو وعسى ان يخرج الينا من مخطوطته ويطبع وينشر لكي نستفيد من بحثه ورأيه المتميز في احداث تاريخية مهمة لم يتطرق اليها غيره من المؤرخين ولم يفسر التاريخ تفسيره احد ، أخيراً قال المصطفى عليه السلام ((من تكلم بالعربية فهو العرب ، وفي حديث آخر الناس من آدم وآدم من تراب)) وإنما مقالنا هذا فقط للرد على من أبعد النجعة وشرق وغرب وقال مالا يقال ولم يثبت لا نقلاً ولا عقلاً والله من وراء القصد .

hguvf hguhvfm ,hguvf hglsjuvfm >

المصدر: المجالس التاريخية - من قسم: مجلس القبائل العربية

hguvf hguhvfm ,hguvf hglsjuvfm > hguvf hguhvfm ,hguvf hglsjuvfm >

شرعب وهب · 19-08-2017, 01:18 AM