((هل بنو عنزة بن أسد أصبحوا لهزمة))

خيال الرحا بن قاسط · 23-07-2016, 04:51 PM

سؤال يطرح نفسه للباحثين والمهتمين بحقيقة نسب عنزة بن أسد اليوم ، فالبحوث والمصادر التي بين أيدينا ، فبالتحليل والاستقراء التاريخي يقول المنطق نعم هم أصبحوا لهزمة تتألف من بطون ربعية عدّة ـ فعندما نستعرض جمهرة النسب لابن الكلبي حين ولّد بطون عنزة ، قال في الجزء الأول من الجمهرة :
فولد يذكر : أسلم ، ومحارباً ، فولد أسلم ، عتيكاً ، وبعيثاً ، والصباح ، فولد صباح : هزّان ، ثم قال عنه بطن ، يعني عرب كثير يعرفون ببني هزّان على عهده بالقرن الثاني للهجرة .
قلت وهم معروفون ومشهورون الى اليوم ، ولكنهم مستقلين بنفسهم عن قبيلة عنزة منذ الجاهلية ولا يزالون .
ثم ولّد بني يقدم فقال :
ولد يقدم بن عنزة : تيماً والنمر .
فولد النمر : طُريفاً ، وجسراً ثم قال وجسر ، بطن . قلت أين هذا البطن الذي كان كبني هزّان معروف على عهده وزمانه بالقرن الثاني للهجرة ، لا ذكر لهم بيننا اليوم .
كذلك ذكر أن تيم بن يقدم ، ولد : ربيعة ، فولد ربيعة : عبد العزّى ، فولد عبد العزّى : هميماً بطن .
قلت فأين هو كذلك هذا البطن ، وكان مشهوراً في بداية الاسلام ويمر ذكره دائماً خصوصاً عندما يمر ذكر الشاعر : عمران بن عصام الشاعر الذي قتله الحجاج .
أقول : فأين البطنان جسراً وهميم اليوم ؟ لا ذكر لهم في بطون عنزة وتقسيماتها المعروفة والمشهورة بينا اليوم .
نعم عنزة القديمة بادت أو تقلّصت حتى أصبحت أقلية بين بني وائل وعبد القيس بالقبيلة .
ولا نسى الحادثة التي ذكرها ابن المقرب العيوني عن مقتل الاربع مائة من قبيلة عنزة في ليلة واحدة غدر بهم أبان حكم آل جعفر الطيار لأمارة خيبر . وقد حدثت هذه الحادثة كما بين محقق ديوان ابن المقرب / عبد الخالق الجنبي حيث قال في الجزء الأول صفحة 67 :
هذا الكلام للشارح يعني في كل الأحوال أن هذه الحادثة التي ذكرها يعني بها (المؤلف) وقعت في النصف الأول من القرن السابع الهجري ، وهي الحقبة التي كتب فيها هذا الشرح كما بينته عند حديثي عن ديوان الشاعر انتهى .
ثم عاد المحقق وقال :
يجب التفريق هنا بين عنزة بن أسد بن ربيعة القبيلة القديمة ، وبين قبيلة عنزة المعاصرة لنا اليوم ، والذين يعرفون ببني وائل ، ويعرف عنهم أنهم من ربيعة ، ولكن ليس بالضروروة أن كل من ينتمي إلى قبيلة عنزة المعاصرة هم من بني عنزة بن أسد بن ربيعة ، ولكن هؤلاء العنزيون المذكورون في هذه الحادثة هنا قد يصح أنهم كانوا النواة الأولى التي تألفت منها قبيلة عنزة المعاصرة فيما بعد ، انتهى
قلت : نعم هذا الصحيح والذي لا مراء فيه ، فابن المرقب عندما ذكر الحادثة في منتصف القرن السابع الهجري ، ذكرها ودولة العيونيين العبديين والوئليون لا تزال قائمة وذلك قبل سقوطها ، وتشكيل القبيلة العنزية اليوم من شعوب تلك الدولة المتحضّرة وكان يسكنها الكثير من بكر بن وائل وبعض من تغلب والنمر بالاضافة الى بني حنيفة وعميرة بن أسد حلف عبد القيس ، وبني ضبيعة بن ربيعة .
وقال ابن المقرب العيوني في معرض ذكره تلك الحادثة في نفس المصدر والجزء والصفحة :
وكان الحديث في وقتنا هذا ، ان قوماً من ربيعة بن نزار يعرفون ببني عنزة بن أسد بن ربيعة قد أكثروا الغارات على خيبر ، وهي أرض ذات أنهار ونخيل وزروع فظهروا عليها لكثرتهم وقوتهم ، ومل أهلها الحرب ودخل عليهم خراب الثمار ، فصالحوهم على شطر من ثمار نخلها ، فصاروا ينزلون عليها مدة القيظ ، فأقاموا على ذلك فترة مديدة ، ثم صاروا كل عام يحولون بينهم وبين الثمار حتى يزيدوا لهم شيئاً ، فلم يزالوا ذلك دأبهم ، حتى لم يبق لبني جعفر معهم إلا القليل .
ثم إنهم ما بقوا يرضون منهم بذلك ، ثم حاربوهم حرباً حالوا فيها بينهم وبين الثمار ، وصاروا يصبحونهم الحرب ويراوحونهم ، فقالوا لهم : يا سبحان الله ما تطلبون من قبلنا ؟
فقالوا : نطلب عندكم أن نجعل فيها رجلاً معكم من قبلنا ، فاجتمع بعضهم إلى بعض وتشاوروا في أمرهم فلم يجدوا من ذلك بدّاً ، فبعثوا إليهم حباً وكرامة لكم ، ولما دعوتم إليه ، فولوا رجلاً منهم يقالوا له لعيب ، وجعلوا عنده أربعمائة رجل من مقاتليهم وشجعانهم ورحلوا حتى تباعدوا في طلب المراعي لمواشيهم .
ثم أن بني جعفر مشى بعضهم إلى بعض ، وتشاكوا ذلك الأمر فيما بينهم ، وقال بعضهم لبعض : الموت اسهل وألذُّ مما نحن فيه وهل تطيب نفس من يملكه عدوه ؟ .
فضربوا للقيام على لعيب وأصحابه ميعاداً في يوم عرفوه ، فما طلع فجر ذلك اليوم إلا وهم قد أحاطوا بلعيب وأصحابه فقبضوا عليهم فلم يفلت منهم إنسان ، ثم أنهم تشاوروا على قتلهم فقتلوهم أجمع ، فبلغ ذلك الخبر عنزة فأقبلوا حتى حلّوا على البلد ، وأغاروا عليها فتحصنوا عنهم ، فمالوا إلى الزرع يخربونها ، فأرسلوا إليهم بأن ان اردتم خرابها أخرجنا لكم الفؤوس لتقطعوا نخلها فصالحوهم ، ودفنوا ما كان بينهم ، ورجعوا إلى العادة الأولى . انتهى
قلت ، وفقد اربعمائة من خيرة رجال عنزة الأولى وشجعانهم يعني أختفاء الكثير من تلك البطون القديمة ، ولعل بعض من قتل لم يتزوج بعد وانقطع نسلهم ، والّا لكان لهم ذكر وعدد اليوم بيننا ، ولعلهم من ذلك البطنان المفقودان من تاريخنا اليوم .
ثم نظراً الى مصدر ابن المستوفي في تاريخ إربل ، والذي اثبتنا فيه ما لا يدع مجالاً للشكّ أن فخذ الضواوية واخوتهم ضنا صقر هم من بني شيبان ، وكذلك بني وهب هم ينتسبون الى بني قيس بن ثعلبة اللهازم بالاضافة الى جزء من حنيفة وعجل وكلهم لهزمة ، بالأضافة لما ثبت لدينا أن فخذ الطوالعة في ولد علي ، ما هم الا بني حامدة بن كليب من بني قيس بن ثعلبة اللهازم ، كما ذكر ذلك بن المقرب في شرح ديوانه ، وإذا اضفنا إليهم عبد القيس بن افصى ممثلين بعشيرة الرولة وضنا بشر ، وما ثبت لدينا بالدليل القاطع من وجود بطون من بني حنيفة متفرقين بين عنزة اليوم ، إذن لا شكّ أن قبيلة عنزة اليوم جلّها هم لهزمة من بطون عدة من ربيعة الفرس ، تحالفت بعد منتصف القرن السابع الهجري وما بعده ، والله المفق والمسسد لكل شيء .

((ig fk, uk.m fk Hs] Hwfp,h gi.lm))

المصدر: المجالس التاريخية - من قسم: مجلس الموروث الشعبي

((ig fk, uk.m fk Hs] Hwfp,h gi.lm)) ((ig fk, uk.m fk Hs] Hwfp,h gi.lm))

نايف الفقير · 24-07-2016, 01:25 AM

اجتهادات موفقه اخي خيال الرحا ، ولابأس بها ، وان كنا يجب ان نعلم ان نشوء اعمدة النسب ليس له قواعد وانما ينشأ بظروفه ولكل عمود نسب حالته الخاصة ..فقد يتعاقب الاجداد دون نشوء عمود مستقل حتى ينشا وقد يشمل اسم العمود ابناء الجد وغيرهم وقد لايشمل ، كذلك قد يشمل اعقاب اشقاء الاجداد وهذا امثلته كثيرة حتى في عنزة المعاصرة، وقد يكون عمود النسب اسم للجد وقد يكون لقب له..بكل الاحوال الاقارب تشملهم تسميات بعضهم واعمدة انسابهم وفق الظروف لاوفق قواعد مسبقة ، ولايعد ذلك مثل النزائع او الحلف او ماشابه بل يعتبر طبيعي جدا . شكرا لك مرة اخرى على هذه الجهود

v]: ((ig fk, uk.m fk Hs] Hwfp,h gi.lm))

خيال الرحا بن قاسط · 24-07-2016, 05:15 AM

شكرا لمرورك وتعليقك شيخي الباحث / نايف الفقير . تعليقك شهادة اعتز بها . كذلك ما تفضل به حضرتك حول عمود النسب صحيح . ولا كل لقب جد نعم ربما رمز أيضا وليس جد للجميع وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضى ، احتراماتي

v]: ((ig fk, uk.m fk Hs] Hwfp,h gi.lm))