الحقيقة شيخة ابن هذال تاريخ قائم بذاته وتحتاج هذه الشيخة الى أديب يتولاها ويقوم بشرحها بطريقة اهل الادب والذوق الرفيع ، حتى يخرج لنا من معانيها ما غاب عن فهم القاريء العادي خصوصاً من لم يعاصروا الجيل القديم ، وذلك بعد ان يغوص في اعماق شاعرها وتفكيره ويستحضر زمانه وظروف بيئته التي كان يعيش بها بالاضافة الى الظروف السياسية والاقتصادية في زمانه ، ولا بد من استحضار تلك الفترة بجميع مكوناتها البيئية والاجتماعية ، لكي يعطينا نبذة كاملة عن ظروف القصيدة والاسباب الحقيقية الكامنة وراء نظم سطورها البديعة ، بعيداّ عن تحريف المعنى او اثارة هنا وهناك . لكي نستفيد من تلك الحياة التي كانت جزء لا يتجزأ من ثقافة اهل الجزيرة العربية ، بعد سقوط الخلافة الاسلامية على يد التتر ، حتى عودتها ثانياً على يد الاتراك العثمانيين . والحقيقة هناك امر يشغلني وهو الفصاحة العجيبة التي تميز بها البطن الربعي عبد القيس ابن افصى ، وضنا بشر من عنزة ، والمتتبع لهذه القصائد المسماة بالشيخات ، يجدها كلها تتركز في ضنا بشر ، كما هي قصيدة النجدي ، وقصيدة الدسم ، كذلك الشيخة لابن هذال مشعان بن مغيليث ، فالذي اعتقده من خلال قرائتي لتاريخ عبد القيس سواءاً كانوا حلف العمور ، والذي من بينهم عميرة ابن اسد ، والذي اعتقد انهم هم ضنا سهيل (العمارات) كذلك بني عبيد بن سلمة الانماري العبدي ، والذي اعتقد انهم هم (ضنا عبيد) ، وكذلك ما وجدته في قرى بني جذيمة العبديين ، وبني عوف العبديين وهم من بني عبيد بن سلمة وعميرة ابن اسد ، وكلهم سكان إقليم البحرين القديم ، ولم ينقطع تاريخهم من البحرين الا بعد سقوط الدولة العيونية في أوائل القرن السابع الهجري، وذلك ما يبعث الثقة على ان ضنا بشر هم عبد القيس ، ولا أدل على ذلك من الاعلام الامراء العيونيين ، وايضا اسماء أعلام وفود عبد القيس على الرسول الكريم ، وكذلك اسماء العيون المائية والتي تحمل الكثير من أسماء أعلام ضنا بشر وبطونهم وغيرهم من ضنا مسلم . والله ولي التوفيق .
v]: adom uk.m hgehkdi ggado lauhk fk i`hg