يسعدنا ويشرفنا أن نرحب بكم ، إذا كانت هذه زيارتكم الأولى للمجالس ، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة معنـــا .... وياهلا ومرحباء بالجميع ,,,
نشأته
نشأ حاكم يتيما بعد وفاة والده وهو صغير وترعرع في بيت ابن عمه وزعيم عشيرته الشيخ تركي بن جدعان سالف الذكر ولاشك ان هاجس اليتم قد ارّقه ولكن نشأته في بيت تركي عوضته كثيرا عن هذا الحرمان . وإن نشأته في بيت هذا الزعيم القوي لا شك انه قد استفاد كثيرا من خبراته ومواهبه ونصائحه . وحرص حاكم منذ صغره على التحلي بصفات الرجال الكاملة وقد رزقه الله عقلا حصيفا فاعتمد على نفسه وكسب احترام الجميع وتقديرهم ..
استلامه مشيخة القبيلة
بعد رحيل عمه تركي مخلفا وراءه طفلين صغيرين هما (مقحم و محمد) وكانت التقاليد تفرض ان يتولى الكبير منهما الزعامة بعد والده ولكن صغر سنه يمنعه من القيام بمهام الزعامة والشيخة . لذلك فقد اجتمعت الاسرة بدعوة من ام تركي جدة الطفلين واتفقوا على تنصيب حاكم بن فاضل بن مهيد شيخا وزعيما لهم يتولى امور العشيرة ويدير شؤونها ريثما يكبر الطفل مقحم ويبلغ رشده . كان حاكم في التاسعة عشر من عمره حين تم هذا التنصيب سنة 1305هـ والذي صدقت عليه الحكومة القائمة آنذاك في سوريا ..
تنازله عن المشيخة
بعد ان شب ابن عمه مقحم وأصبح مؤهلا للزعامة تنازل له عنها الا ان فريقا من قبيلته ظل تابعا له وانضموا تحت لوائه عندما أصبح رئيسا للحركة الوطنية والدولة الجديدة ..
عمله
بعد تولي حاكم إدارة القبيلة وبعدها ، ازداد مع مرور الايام حنكة وتجربة وخبرة حى أصبح زعيما عشائريا يشار اليه بالبنان محبوبا ومحترما من الجميع وانضوت تحت لوائة مجموعة من العشائر الاخرى اعجابا بسياسته الحكيمة وقيادته الفذة وهذا ما اهّله لمنصب هام وحساس بعد ذلك وصار تجّار حلبوالموصلوبغداد يدفعون له أتاوة لقاء خفر قوافلهم وحمايتها ، وشكّل حـاكم متطوّعة بعد سقوط إبراهيم باشا الـمليعام 1908 م وفصائله المسلّحة ولقّب بباشـا في عهد المرحوم الملك فيصل "وكان حاكم بن مهيد ذا نـزعة عربيّة ، وعندما قامت الثورة العربية 1916 م أيّدها وابتهج عندما ارتفع العلم العربي فوق دار السرايا .. في 10 كانون الأول عام 1918 م شـارك حاكم بالاحتفال ، وقد أنعم عليه الشريف حسين بلقب باشا ايضا "
مقاومة الاحتلال
ذاع صيته لما اعلن اهالي قضاء الرقة استقلالهم عن حكومتي دمشقوحلب اللتين استسلمتا وكلفوه ان يتراس لجنتهم الادارية وقام وقتئذ لتعطيل التجارة بين حلبودير الزور وللاستيلاء على حلبوبعد استشهاد يوسف العظمة في معركة ميسلون بـ 16 يوما ( خاضت الامة العربية غمار الحرب بجانب الحلفاء اعتمادا على مواعيدهم التي قطعوها لشريف مكة آنذاك الشريف حسين وعندما وضعت الحرب اوزارها تقاسم الحلفاء البلاد ودخلوها بدون مبرر شرعي والان دخلوا دمشق بعد معركة مع اهل البلاد واتلفوا قسما من الاهالي والجيش وعليه نحن سكان منطقة الرقة المحدودة ، شرقا نهر الخابور ، غربا طرابلس ، شمالا الخط الحديدي قبل بلدة السخنة ، قررنا الاحتفاظ بهذه المنطقة لبينما يتقرر مصير البلاد وقد اخترنا المناداة بالامير حاكم بن مهيد رئيسا لها باسم رئيس الحركة الوطنية وعلى الرئيس المذكور ان يكون الحكم في المنطقة شورى بمجلس يختاره الشعب ويصدر الاوامر اللازمة والاحكام وقررنا الدفاع عن هذه المنطقة واذا مست الحاجة محالفة إحدى الدول المجاورة التي نختارها . على ان نبلغ هذه القرار إلى جميع الدول بواسطة قنصل أمريكا الموجود في حلب) كان ذلك بعد الحرب العالمية الأولى وبعد معركة ميسلونوالاحتلال الفرنسي لسوريا . ورفضت هذه الدولة الانضواء تحت الحكم الفرنسي لتشكل حكومة وطنية مستقلة معتبرة وعلى لسان رئيسها حاكم بن مهيد : (الفرنسيين اعداء الدين والوطن) . وشكلوا جيشا يقوده حاكم بنفسه والذي يحمل رتبة لواء وينقسم هذا الجيش إلى قسمين جيش نظامي عدد افراده الف جندي اشتهروا باسم ( الزكرت ) يقومون بمهمة القوة المسلحة أثناء السلم يعينهم في تنظيم الامن الداخلي مائة وسبعون دركيا . والقسم الثاني : المتطوعة وهم كل قادر على حمل السلاح من أبناء القرى والعشائر . وينضمون بقيادة رؤساء عشائرهم إلى الجيش النظامي أثناء الحرب . وكان للجيش معسكرات خاصة ولا يدخلون إلى المدينة تفاديا للمشاكل ولا يتدخل الجيش بامور الادارة المحلية المدنية التي يتولاها اعضاء لجنة الحركة الوطنية . كل هذه الترتيبات كانت تتم وفق تشاور بين المعنين بالامر على رأسهم الفارس حاكم بن مهيد
الموقف الفرنسي
لم تابه الحكومة الفرنسية باديء الامر بالدولة الجديدة لكن بعد ان بدا التعاون بين هذه الدولة والجيش التركي اخذت [فرنسا] الامر جديا فاصدر الجنرال غورو القرار رقم 367 من 21 ايلول 1920م مدخلاً المنطقة التي تحكمها دولة حاكم بن مهيد تحت حكومته لكن هذه القرار كان مرفوضا لدى ابن مهيد واعوانه مما دعا بالجنرال الفرنسي دولامرت إلى دعوة الامير حاكم إلى المفاوضة وكان العرض المبدئي ان تتعهد قيادة الجيش الفرنسي بان تستخدم جيش الحركة الوطنية برواتب افراده الحاضرة موكلة اليه تحت قيادة الامير حاكم بن مهيد حماية الحدود الشمالية السورية من الاتراك كما تتعهد بان تدفع إلى رئيس الحركة الوطنية منحة مستعجلة قدرها مائة الف ليرة عثمانية ذهباً ، ولكن رد حاكم كان حاسما واجابهم انه لم يقم بهذه الحركة ابتغاء مال أو منفعة زائلة و انه انما يدافع عن فكرة آمن بها وقال بالعاميه الفلوس والناموس لا يلتقيان وامام رفض حاكم وحكومة دولته للعرض وللاحتلال الفرنسي قرر الانتداب الفرنسي توجيه حملة عسكرية للاستيلاء على هذه المنطقة بالقوة والقضاء على الحكومة الوطنية ، وفي ايلول من عام 1920م وصلت الحملة إلى الرقة مصحوبة بالمدافع واربع طائرات فاستخدم حاكم بن مهيد الحيلة في تاخير الصدام الأول مع الفرنسيين وارسل إلى الجيش التركي يطلب مددا متعهدا بدفع رواتبهم فبعثوا له 250 جنديا ساهموا في رفع معنويات اهالي المنطقة . وابتدا الصدام المسلح وانطلقت قذائف الفرنسيين الواحدة تلو الأخرى و كان الرد من حاكم واعوانه ومن المدافعين التركيين وانتهت المعركة عن انتصار جزئي لدولة حاكم ، وانسحاب الفرنسيين عدا طائراتهم التي كانت تلقي قنابلها على بلدة الرقة بشكل يومي لكن الناس اعتادوا عليها فكانوا يختبئون حين يرونها مقبلة واذا ادبرت خرجوا ساخرين منها . اما حاكم فقرر ان يطارد الحملة الفرنسية إلى دير الزور لمحاربتها وانقاذ المدينة منها وطلب من الاتراك مددا فاشار عليه قائد الجيوش التركية في ما بين النهرين محمد نهاد باشا بان يتجه بجيشه إلى حلب لقطع خطوط تموين الفرنسيين واحتلال [ضواحي حلب] ووعده بمساندته بالف جندي .
بدا حاكم زحفه الكبير إلى حلب بجيش ضخم قوامه خمسة الاف محارب وحرر عدة مناطق في طريقه من بينها منبج وحقق انتصارات سريعة ومذهلة جعلت اسمه يجلجل في سماء سوريا والوطن العربي ووصل إلى مشارف حلب وبدات الاشتباكات بينه وبين الجيش الفرنسي المنظم على امل ان يصل المدد التركي المكون من الف جندي الا ان الاتراك خذلوه وتخلوا عن وعدهم له فخاض المعركة لوحده .
وقد ابدى هو وجيشه بسالة منقطعة النظير ولكن الطائرات الفرنسية القت على هؤلاء الفرسان قنابلها المروعة المدوية محدثتا هلعا في صفوف الجيش البدوي الباسل وفي قلوب الخيل وفرسانها . واضطر جيش حاكم إلى التقهقر بعدما كادت مدينة حلب ان تسقط في يديه . -
انها الطائرات في مواجهة السيوف والبنادق معركة غير متكافئة ابدا -. يقول صعيقر الفدعاني وهو شاعر كان برفقة الامير حاكم مبديا هلعه من هذه الطائرات : طيارةٍ فوقنا حامت ....ذبّت على الجيش بمباتي ....والبارح العين مانامت ....ماتدري الصبح وش ياتي