هو النّؤوم الكسلان العطل الجافي .
قال حمزة : وقد سار في وصف الهلباجة فصلٌ لبعض الأعراب والمتفصّحين ، وفصل آخر لبعض الحضريين .
فأما وصف الأعرابي فإن الأصمعي قال : اخبرني خلف الأحمر أنه سأل ابن أبي كبشة ابن القبعثري عن الهلباجة ، فتردد في صدره من خبث الهلباجة ما لم يسطع معه اخراج وصفه في كلمة واحده ، ثم قال : الهلباجة الضعيف العاجز الأخرق الأحمق الجلف الكسلان الساقط ، لا معنى فيه ، ولا غناء عنده ، ولا كفاية معه ، ولا عمل لديه ، وبلى يستعمل ، وضرسه أشد من عمله ، فلا تحضرنّ به مجلسا ، وبلى فليحضر ولا يتكلم .
وأما وصف الحضري فإن بعض بلغاء الامصار سئل عن الهلباجة فقال : هوالذي لا يرعوي لعذل عاذل ، ولا يصغي الى وعظ واعظ ، ينظر بعين حسود ،ويعرض اعراض الحقود ، إن سأل ألحف ، وإن سُأل سوّف ، وإن حدث حلف ، وإن زجر عنّف ، وإن قدر عسف ، وإن أحتمل أسف ، وإن استغنى بطر ، وإن افتقر قنط ، وإن فرح أشر ، وإن حزن يئس ، وإن ضحك زأر ، وإن بكى جأر ، وإن حكم جار ، وإن قدمته تأخر ، وإن أخرته تقدم ، وإن أعطاك منّ عليك ، وإن أعطيته لم يشكرك ، وإن أسررت اليه خانك ، وإن اسرّ اليك اتهمك ، وإن صار فوقك قهرك ، وإن صار دونك حسدك ، وإن وثقت به خانك ، وإن انبسطت اليه شانك ، وإن أكرمته هانك ، وغن غاب عنه الصديق سلاه ، وان حضره قلاه ، وان فاتحه لم يجبه ، وان امسك عنه لم يبدأه ، وان بدأ بالود هجر ، وان بدأ بالبر جفا ، وان تكلم فضحه العيّ ، وان عمل قصّر به الجهل ، وإن أؤتمن غدر ، وإن أجار أخفر ، وإن عاهد نكث ، وإن حلف حنث ، لا يصدر عنه الآمل الا بخيبة ، ولا يضطر اليه حرٌ الا بمحنة .
قال خلف الاحمر : سألت أعرابياً عن الهلباجة فقال : هو الأحمق الضخم الفدم الأكول الذي والذي . . .ثم جعل يلقاني بعد ذلك ويزيد في التفسير كل مرةّ شيئاً ، ثم قال لي بعد حين وأراد الخروج : هو الذي جمع كل شرّ .انتهى
نعود الى ترجمة ابن أبي كبشة ابن القبعثري ، طالما سمعنا جميعاً هذا الأسم في صغرنا من آبائنا عندما يخطيء احدنا فيقول ابوه او عمه او أمّه فلان جاب القبعثر ، أي المصيبة .
فابن ابي كبشة القبعثري هو من سلالة الغضبان القبعثري بن هوذه بن عباد بن عمرو من ولد أسعد بن همام ابن مرة الشيباني أخي جساس ابن مرة قاتل كليب وائل ، وكان الغضبان القبعثري من المعاصرين للحجاج بن يوسف الثقفي ، وسجنه وطال سجنه لانه نصح بن الجارود ان يتغدا بالحجاج من قبل ان يتعشى الحجاج به ولكن ابن الجارود لم يسمع النصيحة فقتله الحجاج ، ثم عرف الحجاج بالنصيحة فسجن ابن القبعثري ثم طلبه من السجن وقال له انت صاحب الكلمة الخبيثة قال نعم وهي كلمة قيلت وانقضت ، قال له الحجاج : لما تكرهني قال القبعثري لأنك سجنتني وأخذت مالي فكيف تريد مني أن احبك ، قال وان أعدت لك مالك ، قال : عندئذ تتغير الانفس والقلوب ، فقال الحجاج خذوه وفكوا عنه الاغلال ، فاحتملوه الشرط فوق أيديهم ، فلما حملوه قال : سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنا به مقرنين ، فضحك الحجاج ،
وابن القبعثري من أشراف شيبان والعراق كافة ، ومن دعاة المروانية أيام الزبيرية ، ولعل سلالة أبي كبشة ابن القبعثري الشيباني لا يزالون بيننا متفرقين بالقبيلة ، ويدعو بالكبوش ، والكباش ، والله أعلم .Hu[. lk igfh[m >
Hu[. lk igfh[m > Hu[. lk igfh[m >